الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***
فخم: فَخُم الشيءُ يَفْخُم فَخامة وهو فَخْم: عَبُلَ، والأُنثى فَخْمة. وفَخُم الرجل، بالضم، فَخامة أي ضَخُم. ورجل فَخْم أي عظيم القدر. وفَخَّمه وتَفَخَّمه: أجَلَّه وعظَّمه؛ قال كثير عزة: فأنْتَ، إذا عُدَّ المَكارم، بَيْنَه وبَينَ ابنِ حَرْبٍ ذِي النُّهى المُتَفَخِّم والتَّفْخِيم: التعظيم. وفَخَّم الكلام: عظَّمه. ومنطق فَخْم: جَزَل، على المثل، وكذلك حسَبٌ فَخْم؛ قال: دَعْ ذا وبَهِّجْ حَسَباً مُبَهَّجَا فَخْماً، وسَنِّنْ مَنْطِقاً مُزَوَّجا وروي في حديث أبي هالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فَخْماً مُفَخَّماً أَي عظيماً مُعَظَّماً في الصدور والعيون، ولم تكن خِلْقته في جسمه الضخامة، وقيل: الفَخامة في وجهه نُبْلُه وامْتِلاؤه مع الجمال والمهابة. وأتيْنا فلاناً فَفَخَّمْناه أي عَظَّمْناه ورفعنا من شأْنه؛ قال رؤبة: نَحْمَدُ مَوْلانا الأجَلَّ الأفْخَما والفَيْخَمانُ: الرئيس المُعظَّم الذي يُصدَر عن رأْيه ولا يُقطع أمرٌ دونه. أبو عبيد: الفَخامة في الوجه نُبله وامْتِلاؤه. ورجل فَخْم: كثير لحم الوَجْنَتين. والتفخيم في الحروف ضد الإمالة. وألف التفخيم: هي التي تجدها بين الألف والواو كقولك سلام عليكم وقامَ زيد، وعلى هذا كتبوا الصلوة والزكوة والحيوة، كل ذلك بالواو لأن الألف مالت نحو الواو، وهذا كما كتبوا إحديهما وسويهن بالياء لمكان إمالة الفتحة قبل الألف إلى الكسرة.
فدم: الفَدْم من الناس: العَيِيُّ عن الحجة والكلام مع ثقل ورخاوة وقلة فهم، وهو أيضاً الغليظ السمين الأحمق الجافي، والثاء لغة فيه، وحكى يعقوب أن الثاءَ بدل من الفاء، والجمع فِدام، والأُنثى فَدْمَة وثَدْمة، وقد فَدُمَ فَدامة وفُدومة؛ قال الليث: والجمع فُدْم. والمُفْدَم من الثياب: المُشْبَع حمرة، وقيل: هو الذي ليست حُمرته شديدة. وأَحْمر فَدْم: مشبع. قال شمر: والمُفَدَّمة من الثياب المُشْبَعة حمرة؛ قال أبو خراش الهذلي: ولا بَطَلاً إذا الكُماةُ تَزَيَّنُوا، لَدَى غَمَراتِ المَوْتِ، بالحالِكِ الفَدْمِ يقول: كأنَّما تزينوا في الحرب بالدّم الحالك. والفَدْم: الثقيلُ من الدم، والمُفَدَّم مأْخوذ منه. وثوب فَدْم إذا أُشبع صَبْغُه. وثوب فَدْم، ساكنة الدال، إذا كان مصبوغاً بحمرة مشبعاً. وصِبْغ مُفْدَم أي خاثِر مُشْبَع. قال ابن بري: والفَدم الدم؛ قال الشاعر: أَقولُ لكامِلٍ في الحَرْب لَمَّا جَرى بالحالِكِ الفَدْمِ البُحورُ وفي الحديث: أنه نهى عن الثوب المُفْدَم؛ هو المشبع حمرة كأنه الذي لا يُقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ؛ ومنه حديث علي: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أَقرأَ وأنا راكع أو أَلبَسَ المُعَصْفَر المُفْدَم. وفي حديث عروة: أنه كره المُفْدَم للمُحرم ولم يرَ بالمُضَرَّج بأْساً؛ المُضَرَّج: دون المُفْدَم، وبعده المُوَرَّد. وفي حديث أبي ذرّ: أن الله ضَرَبَ النصارى بِذلّ مُفْدَم أي شديد مشبع، فاستعاره من الذوات للمعاني. والفَدْم: الدم؛ ومنه قيل للثقيل: فَدْم تشبيهاً به. والفِدامُ: شيء تشدُّه العجم على أفواهها عند السَّقْي، الواحدة فِدامَة، وأما الفِدام فإنه مِصْفاة الكوز والإبريق ونحوه، وسُقاةُ الأَعاجم المجوس إذا سَقَوا الشِّرْبَ فَدَّمُوا أَفواههم، فالساقي مُفَدَّم، والإبريق الذي يُسقى منه الشِّرْب مُفَدَّم. والفَدَّام: شيء تمسح به الأعاجم عند السقي، واحدته فَدَّامة؛ قال العجاج: كأَنَّ ذا فَدَّامةٍ مُنَطَّفا قَطَّفَ مِن أَعْنابه ما قَطَّفا يريد صاحب فَدَّامة، تقول منه: فَدَّمْت الآنية تَفدِيماً. والمُفَدَّمات: الأَباريق والدنان. والفِدامُ والثِّدامُ: المِصْفاة. والفِدام: ما يوضع في فم الإبريق، والفَدَّم بالفتح والتشديد مثله، قال: وكذلك الخرقة التي يَشدّ بها المجوسي فمه. وإبريق مُفْدَم ومَفدُوم ومُفَدَّم: عليه فِدام، الثاء عند يعقوب بدل من الفاء. والفَدامُ: لغة في الفِدام. وفَدَّم الإبريقَ: وضع على فمه الفِدَام؛ قال عنترة: بِزُجاجةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّةٍ، قُرِنَتْ بأَزْهَر في الشِّمال مُفَدَّمِ وقال أبو الهِندي: مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها رِقابُ بَناتِ الماء أفْزَعَها الرَّعْدُ عدَّى مُفَدَّمة إلى مفعولين لأن المعنى ملبسة أو مكسوّة. وفَدَم فاه وعلى فيه بالفِدام يَفْدِم فَدْماً وفَدَّم: وضعه عليه وغطَّاه؛ ومنه رجل فَدْمٌ أي عَييّ ثقيل بَيِّن الفَدامة والفُدومة. وفي الحديث: إنكم مَدْعُوُّون يوم القيامة مُفَدَّمة أفواهُكُم بالفِدام؛ هو ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشَّراب الذي فيه أي أنهم يُمنعون الكلام بأَفواههم حتى تتكلم جوارحهم وجلودهم، فشبه ذلك بالفدام، وقيل: كان سُقاة الأَعاجم إذا سَقَوْا فَدَّموا أفواههم أي غَطَّْوها، وفي التهذيب: حتى تكلم أفخاذهم. قال أبو عبيد: وبعضهم يقول الفَدَّام، قال: ووجه الكلام الجيد الفِدام. وفي الحديث أيضاً: يُحشر الناس يوم القيامة عليهم الفِدام؛ والفِدام هنا يكون واحداً وجمعاً، فإذا كان واحداً كان اسماً دالاً على الجنس، وإذا كان جمعاً كان كَكِرام وظِراف. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: الحلم فِدام السفيه أي الحلم عنه يُغَطِّي فاه ويُسْكته عن سفهه. والفِدام: الغِمامة. وفَدَّم البعيرَ: شدَّد على فيه الفِدامة.
فدغم: الفَدْغم، بالغين معجمة: اللَّحِيم الجسيم الطويل في عِظَم، زاد التهذيب: من الرجال؛ قال ذو الرمة: إلى كلِّ مَشْبوحِ الذِّهراعَيْنِ، تُتَّقَى به الحَرْب، شَعْشاعٍ وأبْيَضَ فَدْغَمِ قال ابن بري: صواب إنشاده: لها كلُّ مشبوحِ الذِّراعين، أي لهذه الإبل كل عريض الذراعين يحميها ويمنعها من الإغارة عليها، والأُنثى بالهاء، والجمع فَداغِمة نادر لأنه ليس هنا سبب من الأسباب التي تلحق الهاء لها. وخَدٌّ فَدْغَم أي حسن ممتلئ؛ قال الكميت: وأَدْنَيْنَ البُرُودَ على خُدودٍ يُزَيِّنّ الفَداغِمَ بالأَسِيلِ
فرم: الفَرْمُ والفِرامُ: ما تَتَضَيَّقُ به المرأَة من دواء. ومَرَةٌ فَرْماءُ ومُسْتَفْرِمة: وهي التي تجعل الدواء في فرجها ليضيق. التهذيب: التفريب والتفريم، بالباء والميم، تَضْييق المرأَة فَلْهَمَها بعَجَمِ الزبيب. يقال: اسْتَفْرَمَت المرأَة إذا احتشَت، فهي مستَفرمة، وربما تتعالج بحب الزبيب تُضيِّق به متاعها. وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج لما شكا منه أَنس ابن مالك: يا ابن المُسْتَفْرِمة بعجَم الزبيب، وهو مما يُسْتَفْرَم به؛ يريد أنها تُعالج به فرجها ليَضيق ويَسْتَحْصِف، وقيل: إنما كتب إليه بذلك لأن في نساء ثَقِيف سَعةً فهنَّ يفعلن ذلك يَسْتَضِقن به. وفي الحديث: أن الحسين بن علي، عليهما السلام، قال لرجل عليك بِفِرام أُمك؛ سئل عنه ثعلب فقال: كانت أُمه ثقفية، وفي أَحْراح نساء ثقيف سعة، ولذلك يُعالِجن بالزبيب وغيره. وفي حديث الحسن، عليه السلام: حتى لا تكونوا أَذَلَّ من فَرَم الأمة؛ وهو بالتحريك ما تعالج به المرأَة فرجها ليَضِيق، وقيل: هي خرقة الحيض. أبو زيد: الفِرامة الخِرقة التي تحملها المرأة في فرجها، واللجمة: الخرقة التي تشدها من أَسفلها إلى سرتها، وقيل: الفِرام أن تحيض المرأَة وتحتشي بالخرقة وقد افترمت؛ قال الشاعر: وجَدْتُكَ فيها كأُمِّ الغُلام، مَتى ما تَجِدْ فارِماً تَفْتَرِم الجوهري: الفَرْمة، بالتسكين، والفَرْمُ ما تعالج به المرأَة قُبُلَها ليضيق؛ وقول امرئ القيس: يَحْمِلْنَنا والأَسَلَ النَّواهِلا مُسْتَفْرِمات بالحصَى حَوافِلا يقول: من شدة جريها يدخل الحصى في فروجها. وفي حديث أَنس: أَيامُ التشريق أيامُ لَهْو وفِرام؛ قال ابن الأَثير: هو كناية عن المجامعة، وأَصله من الفَرْم، وهو تضييق المرأََة فرجها بالأشياء العَفِصة، وقد اسْتَفْرمت أي احتشت بذلك. والمَفارِم: الخِرق تتخذ للحيض لا واحد لها. والمُفْرَم: المملوء بالماء وغيره، هذلية؛ قال البريق الهذلي: وحَيٍّ حِلالٍ لهمْ سامرٌ شَهِدْتُ، وشِعْبُهُمُ مُفْرَمُ أي مملوء بالناس. أبو عبيد: المُفْرَم من الحياض المملوء بالماء، في لغة هذيل؛ وأنشد: حِياضُها مُفْرَمةٌ مُطَبَّعه يقال: أفْرَمْت الحوض وأَفْعمته وأَفأَمْتُه إذا ملأْته. الجوهري: أَفْرَمْتُ الإناء ملأْته، بلغة هذيل. والفِرْمَى: اسم موضع ليس بعربي صحيح. الجوهري: وفَرَما، بالتحريك، موضع؛ قال سليك بن السُّلَكة يرثي فرساً له نَفَق في هذا الموضع: كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّام لَمَّا تَحَمَّلَ صُحْبَتي أُصُلاً مَحارُ. عَلا فَرَماءَ عَالِيةً شَواه، كأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ يقول: عَلَتْ قَوائمُهُ فرَماء؛ قال ابن بري: من زعم أن الشاعر رثى فرسه في هذا البيت لم يروه إلا عاليةً شَواه لأنه إذا مات انتفخ وعلت قوائمه، ومن زعم أنه لم يمت وإنما وصفه بارتفاع القوائم فإنه يرويه عاليةٌ شواه وعاليةً، بالرفع والنصب، قال: وصواب إنشاده على قَرَماء، بالقاف، قال: وكذلك هو في كتاب سيبويه، وهو المعروف عند أهل اللغة، قال ثعلب: قَرَماء عَقَبة وصف أن فَرسه نَفَق وهو على ظهره قد رفع قوائمه، ورواه عاليةً شواه لا غير، والنحَّام: اسم فرسه وهو من النُّحْمة وهي الصوت. قال ابن بري: يقال ليس في كلام العرب فَعَلاء إلا ثلاثة أَحرف وهي: فَرَماء وجَنَفاء وجَسَداء، وهي أَسماء مواضع، فشاهد فَرَماء بيت سليك بن السلكة هذا؛ وشاهد جَنَفاء قول الشاعر: رَحَلْت إلَيْكَ من جَنَفاء، حتَّى أَنَخْتُ فِناء بَيْتك بالمَطالي وشاهد جَسَداء قول لبيد: فَبِتْنا حَيْثُ أَمْسَيْنا ثَلاثاً، على جَسَداءَ، تَنْبَحُنا الكِلابُ قال: وزاد الفراء ثَأَداء وسَحَناء، لغة في الثَّأْداء والسَّحْناء، وزاد ابن القوطية نَفَساء، لغة في النَّفْساء. قال: ومما جاء فيه فَعْلاء وفَعَلاء ثَأداء وثَأْداء وسَحَناء وسَحْناء وامرأَة نَفْساء ونَفَساء، لغة في النُّفَساء. قال ابن كيسان: أما ثَأْداء والسَّحَناء فإنما حركتا لمكان حرف الحلق كما يسوغ التحريك في مثل النهر والشَعَر، قال: وفَرماء ليست فيه هذه العلة، قال: وأَحسبها مقصورة مدّها الشاعر ضرورة، قال: ونظيرها الجَمَزى في باب القصر، وحكى علي بن حمزة عن ابن حبيب أنه قال: لا أَعلم قَرَماء، بالقاف، ولا أَعلمه إلا فرَماء بالفاء، وهي بمصر؛ وأنشد قول الشاعر: سَتُحْبِطُ حائِطَيْ فَرَماء منِّي قَصائدُ لا أُرِيدُ بها عِتابا وقال ابن خالويه: الفَرَما، بالفاء، مقصور لا غير، وهي مدينة بقرب مصر، سميت بأَخي الإسكندر، واسمه فرَما، وكان الفرما كافراً، وهي قرية إسمعيل ابن إبراهيم، عليه السلام.
فرجم: افْرَنْجَم الحَمَلُ كافرْنَبْج: شُوِْى فَيبِست أَعاليه.
فرزم: الفُرْزُم: سِنْدان الحدّاد. قال: والفُرْزُوم خشبة الحذَّاء، ومنهم من يقول: قُرزوم، بالقاف. الجوهري: الفُرْزُوم خشبة مدوَّرة يَحْذو عليها الحَذَّاء، وأَهل المدينة يسمونها الجَبْأَة، قال: كذا قرأْته على أبي سعيد، قال: وحكاه أيضاً ابن كيسان عن ثعلب، قال وهو في كتاب ابن دريد بالقاف، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف، وحكى ابن بري قال: قال ابن خالويه الفُرزوم، بالفاء خشبة الحذَّاء، وبالقاف سندان الحدَّاد.
فرصم: الفِرْصِمُ: من أَسماء الأَسد.
فرضم: الفِرْضِم من الإبل: الضخمة الثقيلة. وفِرْضِم: اسم قبيلة، وإبل فِرْضِمِيَّة منسوبة إليه.
فرطم: الفُرطُومة: منقار. الخف إذا كان طويلاً محدد الرأْس، وخف مُفَرْطم. الجوهري: الفُرْطوم طرَف الخُف كالمِنْقار، وخِفاف مُفَرْطمة. وفي الحديث: إن شيعة الدجال شواربهم طويلة وخفافهم مفرطمة؛ قال ابن الأَثير: الفُرطومة حكاها ابن الأَعرابي بالقاف. ابن الأَعرابي قال: قال أَعرابي جاءنا فلان في نِخافَيْنِ مُقَرْطَمَيْنِ أي لهما مِنقاران، والنِّخافُ: الخف، رواه بالقاف، قال: وهو أصح مما رواه الليث بالفاء.
فرقم: أبو عمرو: الفَرْقَمُ حَشَفة الرجل؛ وأَنشد: مَشْعُوفةٍ بِرَهْزِ حَكِّ الفَرْقَم. قال: ورواه بعضهم القِرْقِم، قال: وأنا لا أعرفها.
فسحم: الجوهري: الفُسْحُم، بالضم، الواسع الصدر، والميم زائدة.
فصم: الفَصْم: الكسر من غير بينونة. فَصَمه يَفْصِمُه فَصْماً فانْفَصَم: كسره من غير أن يبين، وتَفَصَّم مثله، وفَصَّمه فَتَفَصَّم. وخَلْخال أفْصَمُ: مُتَفَصِّم؛ عن الهجري، وأنشد لعمارة بن راشد: وأمَّا الألى يَسْكُنَّ غَوْرَ تِهامةٍ، فَكُلُّ كَعابٍ تَتْرُكُ الحِجلَ أَفْصَما وفُصِم جانبُ البيتِ: انهدمَ. والانفِصامُ: الانقطاع. وفي التنزيل العزيز: لا انْفِصام لها؛ أي لا انقطاع لها، وقيل: لا انكسار لها. وفي الحديث في صفة الجنة: دُرَّةٌ بَيْضاءُ ليس فيها فَصْم ولا وَصْم. قال أبو عبيد: الفَصم، بالفاء، أن ينصدع الشيء من غير أن يَبِين، من فَصَمت الشيء أَفْصِمه فَصْماً إذا فعلت ذلك به، فهو مَفصُوم؛ قال ذو الرمة يذكر غزالاً شبهه بدُمْلُج فضة: كأنَّه دُمْلُجٌ مِن فِضَّةٍ نَبَهٌ، في مَلْعَبٍ مِن جواري الحَيِّ، مَفْصُومُ شبه الغزال وهو نائم بدملج فضة قد طُرح ونُسِي، وكل شيء سقط من إنسان فنسيه ولم يهتد له فهو نَبَهٌ، وهو الخُرت والخُرات. والناس كلهم يقولون خُرت وهو خَرق النصاب، وإنما جعله مفصوماً لتثنيه وانحنائه إذا نام، ولم يقل مقصوم، بالقاف، فيكون بائناً باثنين، قال ابن بري: قيل في نبه إنه المشهور، وقيل النفيس الضالّ الموجود عن غفلة لا عن طلب، وقيل: هو المنسي. الفراء: فأْس فَصيم. وهي الضخمة، وفأْس فِنْدَأْيةٌ لها خُرت، وهو خرق النصاب، قال: وأما القصم، بالقاف، فأَن ينكسر الشيء فيبين. وفي حديث أبي بكر: إني وجدت في ظهري انْفِصاماً أي انصداعاً، ويروى بالقاف، وهو قريب منه. وفي الحديث: استَغْنُوا عن الناس ولو عن فِصْمة السواك أي ما انكسر منه، ويروى بالقاف. وأَفْصَم الفحلُ إذا جَفر؛ ومنه قيل: كل فحل يُفْصِم إلا الإنسان أي ينقطع عن الضراب. وانفصم المطر: انقطع وأَقْلَع. وأَفصم المطرُ وأَفْصى إذا أَقلَع وانكشف، وأَفْصَمَت عنه الحُمَّى. وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: أنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَنْزِل عليه في اليوم الشديد البرْدِ فَيُفْصِم الوَحْيُ عنه وإِنَّ جَبِينَه ليَتَفصَّد عرَقًا؛ فيُفْصِم أي يُقلِع عنه. وفي بعض الحديث: فيُفصم عني وقد وَعَيْت يعني الوَحْي أي يُقلع.
فطم: فَطَم العُودَ فَطْماً: قطعه. وفَطَمَ الصبيِّ يَفْطِمه فَطْماً، فهو فطيم: فصَلَه من الرضاع. وغلام فَطِيم ومَفْطُوم وفطَمَتْه أُمه تَفْطِمه: فصَلته عن رضاعها. الجوهري: فِطام الصبي فِصاله عن أُمه، فطَمَت الأُم ولدها وفُطِم الصبي وهو فَطِيم، وكذلك غير الصبي من المَراضِع، والأُنثى فَطِيم وفَطِيمة. وفي حديث امرأَة رافع لما أَسلم ولم تُسْلِم: فقال ابنتي وهي فَطِيم أي مَفْطُومة، وفعيل يقع على الذكر والأُنثى، فلهذا لم تلحقه الهاء، وجمع الفَطِيم فُطُم مثل سَرِير وسُرُر؛ قال: وإن أَغارَ، فلم يَحْلو بِطائِلةٍ في لَيْلةٍ من حَمِير ساوَرَ الفُطُما وفي حديث ابن سيرين: بلغه أن ابن عبد العزيز أَقْرَعَ بين الفُطُم فقال: ما أَرى هذا إلا من الاسْتِقْسام بالأَزْلام؛ جمع فَطِيم من اللبن أي مَفْطُوم. قال ابن الأثير: وجمع فَعِيل في الصفات على فُعُل قليل في العربية، وما جاء منه شُبِّه بالأسماء كنَذِير ونُذُر، فأما فعيل بمعنى مفعول فلم يرد إلا قليلاً نحو عَقِيم وعُقُم وفَطِيم وفُطُم، وأراد بالحديث الإقْراع بين ذَرارِيِّ المسلمين في العَطاء، وإنما أَنكره لأن الإقراع لتفضيل بعضهم على بعض في الفرض، والاسم الفِطام، وكل دابة تُفْطَم؛ قال اللحياني: فَطَمَتْه أُمه تَفْطِمه، فلم يَخُص من أي نوع هو؛ وفَطَمْت فلاناً عن عادته، وأُصل الفَطْم القطع. وفَطَم الصبيَّ: فصله عن ثدي أُمه ورَضاعها. والفَطِيمة: الشاة إذا فُطِمت. وأَفْطَمَت السَّخلة: حان أن تُفْطَم؛ عن ابن الأعرابي، فإذا فُطِمت فهي فاطِمٌ ومَفْطُومة وفَطِيمةً؛ عنه أيضاً، قال: وذلك لشهرين من يوم ولادها. وتَفاطَم الناس إذا لَهِجَ بَهْمُهم بأُمهاته بعد الفِطام فدفع هذا بَهْمَه إلى هذا وهذا بهْمَه إلى هذا، وإذا كانت الشاة تُرْضِع كل بَهْمة فهي المُشْفِع. ابن الأعرابي قال: إذا تناولت أولاد الشياه العيدان قيل رَمَّت وارتَمَّت، فإذا أَكلت قيل بَهْمة سامع. حتى يدنو فطامها، فإذا دنا فطامها قيل أَفْطَمَت البَهمة، فإذا فُطمت فهي فاطم ومَفْطومة وفطيم، وذلك لشهرين من يوم فطامها فلا يزال عليها اسم الفطام حتى تَسْتَجْفِر. والفاطم من الإبل: التي يُفْطَم ولدها عنها. وناقة فاطِم إذا بلَغ حُوارها سنة فَفُطِم؛ قال الشاعر: مِنْ كُلِّ كَوْماءِ السَّنام فاطِمِ، تَشْحَى، بمُسْتَنِّ الذَّنُوب الراذِمِ، شِدْقَيْنِ في رأْسٍ لها صُلادِمِ ولأَفطِمَنَّك عن هذا الشيء أي لأَقطَعنَّ عنه طَمَعَكَ. وفاطِمةُ: من أسماء النساء. التهذيب: وتسمى المرأَة فاطِمة وفِطاماً وفَطِيمة. وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أَعطَى عليّاً حُلّةً سِيَراء وقال شَقِّقها خُمُراً بين الفواطِم؛ قال القتيبي: إحداهن سيّدة النساء فاطِمةُ بنت سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم وعليها، زَوْجُ علي، عليه السلام، والثانية فاطِمةُ بنت أَسد بن هاشم أُم علي بن أبي طالب، عليه السلام، وكانت أَسلمت وهي أوّل هاشمية وعلَدت لهاشميّ، قال: ولا أَعرف الثالثة؛ قال ابن الأَثير: هي فاطمة بنت حمزة عمِّه، سيد الشهداء، رضي الله عنهما؛ وقال الأزهري: الثالثة فاطمة بنتُ عُتْبة بن ربيعة، وكانت هاجرت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: وأَراه أَراد فاطمة بنت حمزة لأنها من أهل البيت، قال ابن بري: والفواطم اللاتي وَلَدن النبي، صلى الله عليه وسلم، قُرشية وقَيْسِيَّتان ويَمانِيَتانِ وأَزْدِيَّة وخُزاعِيَّةٌ. وقيل للحسن والحسين: ابنا الفواطم، فاطمةُ أُمهما، وفاطمة بنت أَسَد جدّتهما، وفاطمةُ بنت عبد الله بن عمرو بن عِمْران بن مَخْزُوم جدَّةُ النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه. وفَطَمْتُ الحبل: قَطَعْته. وفُطَيْمةُ: موضع.
من الناس؛ هو مهموز الجماعة الكثيرة. وفي ترجمة فعم: سقاء مُفْعَم ومُفْأَم أي مملوء.
فغم: فَغَم الوَرْدُ يَفْغَم فُغُوماً: انفتح، وكذلك تَفَغَّم أي تفتح. وفَغَمت الرَّائحةُ السُّدَّة: فتَحتْها. وانْفَغَمَ الزُّكام وافْتَغَم: انفرج. وفَغَمةُ الطيب: رائحتُه. فَغمَتْه تَفْغَمُه فَغْماً وفُغُوماً: سدَّت خَياشِيمه. وفي الحديث: لو أنَّ امرأة من الحور العين أشْرَفَتْ لأفْغَمَتْ ما بين السماء والأرض بريح المسك أي لملأَتْ؛ قال الأَزهري: الرواية لأَفعمت، بالعين، قال: وهو الصواب. يقال: فَعَمْت الإناءَ فهو مفعوم إذا ملأته، وقد مرَّ تفسيره. والريحُ الطَّيبة تَفْغَمُ المزكوم؛ قال الشاعر: نَفْحةُ مِسْكٍ تَفْغَم المَفْغُوما ووجدت فَغْمة الطيب وفَغْوَته أي ريحه. والفَغَم، بفتح الغين: الأنف؛ عن كراع، كأنه إنما سمي بذلك لأن الريح تَفْغَمه. أبو زيد: بَهَظْته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمِه؛ قال شمر: أَراد بفُقْمه فمَه وبفُغْمِه أَنفه. والفَغَم، بالتحريك: الحِرص. وفَغِمَ بالشيء فَغَماً فهو فَغِم: لَهِجَ به وأُولِعَ به وحَرَص عليه؛ قال الأعشى: تَؤُمُّ دِيارَ بني عامِرٍ، وأَنْتَ بآلِ عقِيل فَغِم قال ابن حبيب: يريد عامر بن صَعْصَعة وعَقِيل بن كعب بن عامر بن صعصعة. وكلْبٌ فَغِمٌ: حريصٌ على الصيد؛ قال امرؤ القيس: فيُدْرِكُنا فَغِمٌ داجِنٌ، سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلوبٌ نَكِرْ ابن السكيت: يقال ما أشدَّ فَغَمَ هذا الكلب بالصيد، وهو ضراوته ودُرْبَته. والفُغْمُ: الفَم أَجمع، ويحرك فيقال فُغُمٌ. وفَغَمه أي قَبَّله؛ قال الأَغلب العجلي: بَعْدَ شَمِيمِ شاغِفٍ وفَغْمِ وكذا المُفاغَمة؛ قال هُدْبة بن خَشْرَم: متى تقولُ القُلُصَ الرَّواسِما، يُدْنِينَ أُمَّ قاسِمٍِ وقاسِما ألا تَرَيْنَ الدَّمْعَ مِني ساجما حِذارَ دارٍ مِنْكِ أن تُلائِما؟ والله لا يَشْفِي الفُؤادَ الهائما، تَماحُكُ اللَّبَّاتِ والمآكِما وفي رواية: نَفْثُ الرُّقَى وعَقْدُك التَّمائِما، ولا اللِّزامُ دُون أن تُفاغِما ولا الفِغامُ دون أن تُفاقِما، وتَرْكَبَ القَوائمُ القوائما وفَغِمَ بالمكان فَغَماً: أَقام به ولزِمَه. وأَخذ بفُغْم الرجل أي بذقنه ولحيته كفُقْمه. وفي الحديث: كلوا الوَغْم واطرحوا الفَغْم؛ قال ابن الأثير: الوَغْم ما تساقط من الطعام، والفَغْم ما يَعْلَقُ بين الأسنان، أي كلوا فُتات الطعام وارموا ما يخرجه الخِلال، قال: وقيل هو بالعكس.
فقم: الفَقَمُ في الفم: أن تدخل الأسنان العليا إلى الفم، وقيل: الفَقَم اختلافه، وهو أن يخرج أسفل اللَّحْي ويدخل أعلاه، فَقِمَ يَفْقَم فَقَماً وهو أَفْقَم، ثم كثر حتى صار كلُّ مُعْوَجٍّ أَفقم، وقيل: الفَقَم في الفَم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضم الرجل فاه. وقال أبو عمرو: الفَقَمُ أن يطول اللحي الأَسفل ويَقْصُر الأَعلى. ويقال للرجل إذا أَخذ بِلِحْية صاحبه وذَقَنه: أخذ بفُقْمه. وفَقَمْت الرجل فَقْماً، وهو مَفْقُوم إذا أخدت بفُقْمه. أبو زيد: بهظته أَخذت بفُقْمه وبفُغْمه؛ قال شمر: أراد بفُقمه فمه وبفُغْمه أنفه، قال: والفُقْمانِ هما اللَّحْيان. وفي الحديث: من حفظ ما بين فُقْمَيْهِ دخل الجنة أي ما بين لَحييه؛ والفُقم، بالضم: اللحي، وفي رواية: من حفظ ما بين فُقْمَيْه ورجليه دخل الجنة؛ يريد من حفظ لسانه وفرجه. الليث: الفَقَمُ رَدَّة في الذقن، والنعت أفْقَمُ. وفي حديث موسى، عليه السلام: لما صارت عصاه حية وضعت فُقماً لها أَسفل وفُقْماً لها فوق. وفي حديث الملاعنة: فأَخذت بفُقْمَيْه أي بلحييه. وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: رجع ذقَنُه إلى فمه. وفَقِمَ أَيضاً: كثر ماله. وفَقِمَ الإناءُ: امتلأَ ماء. ويقال: فَقِمَ الشيء اتسع، والفَقَمُ الامتلاء. يقال: أَصاب من الماء حتى فَقِم؛ عن أبي زيد. والأَمر الأفْقَمُ: الأعوج المخالف. وأمرٌ مُتَفاقِم، وتَفاقَمَ الأمر أي عَظُم. وفَقُمَ الأمرُ فُقوماً: عظم، وفَقِمَ أيضاً فَقَماً. وفَقِمَ الأمرُ يَفحقَمُ فَقَماً وفُقُوماً وتَفاقَم: لم يَجْره على استواء، مشتق من ذلك. وفَقِمَ الرجلُ فَقَماً: بَطِرَ، وهو من ذلك لأن البَطَر خروج عن الاستقامة والاستواء؛ قال رؤبة: فلَم تَزَلْ تَرْأَمُه وتَحْسِمُهْ، من دائِه، حتى اسْتَقامَ فَقَمُهْ. التهذيب: وإن قيل فَقَم الأَمرُ كان صواباً؛ وأنشد: فإنْ تَسْمَعْ بلأْمِهما، فإنّ الأَمرَ قد فَقَما أبو تراب: سمعت عَرّاماً يقول رجل فَقِمٌ فَهِمٌ إذا كان يعلو الخصوم، ورجل لَقِمٌ لَهِمٌ مثله. وفي حديث المغيرة يصف امرأَة: فَقْماءَ سَلْفَعٍ؛ الفَقْماءُ: المائلةُ الحَنَك، وقيل: هو تقدم الثنايا السُّفلى حتى لا تقع عليها العُليا. والفَقْم والفُقْم: طَرَف خَطْم الكلب ونحوه، وقيل: ذقن الإنسان ولَحْييه، وقيل: هما فمه. التهذيب: وربما سَمَّوْا ذقن الإنسان فَقْماً وفُقْماً. والمُفاقمة: البُضْع، وفي الصحاح: البِضاعُ؛ قال الشاعر: ولا الفِغامُ دُونَ أن تُفاقِما وهذا الرجز للأَغلب العجلي، وقد تقدم في فَغَم. وفَقَم المرأَةَ: نكحها. وفَقِمَ مالُهُ فَقَماً: نَفِدَ ونَفِقَ. وفُقَيْم: بطن في كنانة، النسب إليه فُقَمِيٌّ نادِرٌ؛ حكاه سيبويه، وفي الصحاح: والنسبة إليهم فُقَمِيٌّ مثل هُذَليٍّ، وهم نَسَأَةُ الشهور. وفُقَيْمٌ أيضاً في بني دارم النسب إليه فُقَيْمِيّ على القياس. وأَفْقَمُ: اسم.
فلم: الفَيْلَمُ: العَظيم الضخْمُ الجُثَّة من الرجال، ومنه تَفَيْلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد. يقال: رأَيت رجلاً فَيْلَماً أي عظيماً. ورأَيت فَيْلَماً من الأَمر أي عظيماً. والفَيْلم: الأَمر العظيم، والياء زائدة، والفَيْلَماني منسوب إليه بزيادة الألف والنون للمبالغة. وفي الحديث عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال: أَقْمَرُ فَيْلَمٌ هِجان، وفي رواية: رأَيته فَيْلَمانِيّاً. والفَيْلَمُ: المُشط الكبير، وقيل: المشط؛ قال الشاعر: كما فَرَّقَ اللِّمَّةَ الفَيْلم والفَيْلم: الجُمّة العَظِيمة. والفَيْلَمُ: الجبان. ويقال: فَيْلَمانيٌّ كما يقال دُحْسُمانيٌّ. والفَيْلم: العظيم؛ وقال البريق الهذلي: ويَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعا، إذا فَرَّ ذو اللِّمّةِ الفَيْلم ويقال: الفَيلم الرجل العظيم الجُمَّة؛ وقال: يُفَرِّقُ بالسيفِ أَقْرانَه، كما فَرَّقَ اللِّمّةَ الفيلم قال ابن بري: وهذا البيت الذي أنشده لبريق الهذلي يروى على روايتين، قال: وهو لعياض بن خويلد الهذلي؛ ورواه الأَصمعي: يُشَذِّبُ بالسيف أَقرانه، إذا فر ذو اللمة الفيلم قال: وليس الفيلم في البيت الثاني شاهداً على الرجل العظيم الجمة كما ذكر إنما ذلك على من رواه: كما فَرَّ ذو اللمة الفيلم قال: وقد قيل إن الفيلم من الرجال الضخم، وأما الفيلم في البيت على من رواه: كما فرَّق اللمة الفيلم فهو المشط. قال ابن خالويه: يقال رأيت فَيْلماً يُسرِّح فَيْلَمه بِفَيْلَمٍ أي رأَيت رجلاً ضَخماً يسرح جُمة كبيرة بالمشط. قال ابن بري: وأَنشد الأَصمعي لسيف بن ذي يزن في صفة الفُرْس الذين جاء بهم معه إلى اليمن: قَد صَبَّحَتْهُم مِن فارِسٍ عُصَبٌ، هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْزُمها بِيضٌ طِوالُ الأَيْدِي مَرازبةٌ، كُلُّ عَظيمِ الرُّؤُوسِ فَيْلَمُها هَزُّوا بناتِ الرِّياحِ نَحْوَهُم،
أَعْوَجُها طَامِحٌ وأَقْوَمُها بناتُ الرياح: النّشاب. والفَيْلَم: المشط بلغة أهل اليمن، وكل هؤلاء يُعَظِّمُ مُشْطَه. والفَيْلَمُ: المرأَة الواسعة الجَهاز. وبِئرٌ فَيْلَمٌ: واسِعة؛ عن كراع، وقيل: واسعة الفم، وكل واسع فَيْلم؛ عن ابن الأعرابي.
فلقم: الجوهري: الفَلْقَم الواسع.
فلهم: الفَلْهَم: فرج المرأَة الضخْم الطويل الإسْكَتَيْنِ القبيح. الأصمعي: الفَلهم من جهاز النساء ما كان منفرجاً. أبو عمرو: الفلهم الفرج؛ وأنشد: با ابنَ التي فَلْهَمُها مِثْلُ فَمِه، كالحَفْر قام وِرْدُه بأَسْلُمِه الحَفْر هنا: البئر التي لم تُطو. وأَسْلُم: جمع سَلْم الدلو، وأراد أن فلهمها أَبخر مثل فمه. وفي الحديث: أن قوماً افتقدوا سِخابَ فتاتهم فاتَّهموا امرأَة فجاءت عجوز ففتشت فلهمها أي فرجها؛ قال ابن الأثير: وذكره بعضهم في القاف. وبِئر فَلْهم: واسعة الجَوْفِ.
فمم: فُمَّ: لغة في ثُمَّ، وقيل: فاء فمّ بدل من ثاء ثمّ. يقال: رأَيت عَمراً فُمَّ زيداً وثم زيداً بمعنى واحد. التهذيب: الفراء قبَّلها في فُمّها وثُمِّها. الفراء: يقال هذا فَمٌ، مفتوح الفاء مخفف الميم، وكذلك في النصب والخفض رأَيت فَماً ومررتُ بفَمٍ، ومنهم من يقول هذا فُمٌ ومررت بفُمٍ ورأَيت فُماً، فيضم الفاء في كل حال كما يفتحها في كل حال؛ وأما بتشديد الميم فإنه يجوز في الشعر كما قال محمد بن ذؤيب العُماني الفُقَيْمي: يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِن فُمِّه، حتَّى يَعُودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّه قال: ولو قال من فَمِّه، بفتح الفاء، لجاز؛ وأما فُو وفي وفا فإنما يقال في الإضافة إلا أن العجاج قال: خالَط مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وفا قال: وربما قالوا ذلك في غير الإضافة وهو قليل. قال الليث: أما فو وفا وفي فإن أَصل بنائها الفَوْه، حذفت الهاء من آخرها وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترّت الواو صروف النحو إلى نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء، وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة، فأما إذا لم تُضَف فإن الميم تجعل عماداً للفاء لأن الياء والواو والألف يسقطن مع التنوين فكرهوا أن يكون اسم بحرف مغلق، فعمدت الفاء بالميم، إلا أن الشاعر قد يضطر إلى إفراد ذلك بلا ميم فيجوز له في القافية كقولك: خالط من سلمى خياشيم وفا الجوهري: الفم أَصله فَوْه نقصت منه الهاء فلم تحتمل الواو الإعراب لسكونها فعوض منها الميم، فإذا صغَّرت أو جمَعْت رددته إلى أَصله وقلت فُوَيْه وأَفْواه، ولا تقل أَفماء، فإذا نسبت إليه قلت فَمِيٌّ، وإن شئت فَمَوِيٌّ يجمع بين العوض وبين الحرف الذي عوّض منه، كما قالوا في التثنية فَمَوانِ، قال: وإنما أَجازوا ذلك لأن هناك حرفاً آخر محذوفاً وهو الهاء، كأَنهم جعلوا الميم في هذه الحال عوضاً عنها لا عن الواو؛ وأنشد الأخفش للفرزدق: هُما نَفَثا في فيَّ مِن فَمَوَيْهما، على النابِحِ العاوي، أَشَدَّ رِجامِ قوله أَشد رجام أي أَشدَّ نَفْث، قال: وحق هذا أن يكون جماعة لأن كل شيئين من شيئين جماعة في كلام العرب، كقوله تعالى: فقد صغَتْ قلُوبكما؛ إلا أنه يجيء في الشعر ما لا يجيء في الكلام، قال: وفيه لغات: يقال هذا فَمٌ ورأَيت فَماً ومررت بِفَمٍ، بفتح الفاء على كل حال، ومنهم من يضم الفاء على كل حال، ومنهم من يكسر الفاء على كل حال، ومنهم من يعربه في مكانين، يقول: رأَيت فَماً وهذا فُمٌ ومررت بِفِمٍ. قال الفراء: فُمَّ وثُمَّ من حروف النسق. التهذيب: الفراء أَلقَيْتُ على الأَديم دَبْغةً، والدَّبْغة أن تُلقي عليه فَماً من دباغ خفيفة أي فَماً من دِباغ أي نَفْساً، ودَبَغْتُه نَفْساً ويجمع أَنْفُساً كأَنْفُس الناس وهي المرة.
فهم: الفَهْمُ: معرفتك الشيء بالقلب. فَهِمَه فَهْماً وفَهَماً وفَهامة: عَلِمَه؛ الأخيرة عن سيبويه. وفَهِمْت الشيء: عَقَلتُه وعرَفْته. وفَهَّمْت فلاناً وأَفْهَمْته، وتَفَهَّم الكلام: فَهِمه شيئاً بعد شيء. ورجل فَهِمٌ: سريع الفَهْم، ويقال: فَهْمٌ وفَهَمٌ. وأَفْهَمه الأَمرَ وفَهَّمه إياه: جعله يَفْهَمُه. واسْتَفْهَمه: سأَله أن يُفَهِّمَه. وقد اسْتعفْهَمَني الشيءَ فأَفْهَمْته وفَهَّمْته تفهيماً. وفَهْم: قبيلة أبو حي، وهو فَهْم بن عَمرو بن قَيْسِ ابن عَيْلان.
فوم: الفُومُ: الزَّرع أو الحِنْطة، وأََزْدُ الشَّراة يُسمون السُّنْبُل فُوماً، الواحدة فُومة؛ قال: وقالَ رَبِيئُهم لَمّا أَتانا بِكَفِّه فُومةٌ أوْ فُومَتانِ والهاء في قوله بكفه غير مشبعة. وقال بعضهم: الفُومُ الحِمَّص لغة شامية، وبائِعُه فامِيٌّ مُغَيَّر عن فُومِيّ، لأنَهم قد يُغيِّرون في النسب كما قالوا في السَّهْل والدَّهْر سُهْليٌّ ودُهْرِيٌّ. والفُوم: الخبز أيضاً. يقال: فَوِّموا لنا أي اخْتَبِزُوا؛ وقال الفراء: هي لغة قديمة، وقيل: الفُوم لغة في الثُّوم. قال ابن سيده: أُراه على البدل. قال ابن جني: ذهب بعض أَهل التفسير في قوله عز وجل: وفُومِها وعَدَسِها، إلى أنه أراد الثُّوم، فالفاء على هذا عنده بدل من الثاء، قال: والصواب عندنا أن الفُوم الحِنطة وما يُخْتَبَز من الحبُوب. يقال: فَوَّمْت الخبز واختبزته، وليست الفاء على هذا بدلاً من الثاء، وجمعوا الجمع فقالوا فُومانٌ؛ حكاه ابن جني، قال: والضمة في فُوم غير الضمة في فُومان، كما أن الكسرة التي في دِلاصٍ وهِجانٍ غير الكسرة التي فيها للواحد والألف غير الألف. التهذيب: قال الفراء في قوله تعالى وفُومِها، قال: الفُوم مما يذكرون لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعاً. وقال بعضهم: سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون فَوّمُوا لنا، بالتشديد، يريدون اختبزوا؛ قال: وهي في قراءة عبد الله وثُومها، بالثاء، قال: وكأنه أَشبه المعنيين بالصواب لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل، والعرب تبدل الفاء ثاء فيقولونَ جَدَفٌ وجَدَثٌ للقبر، ووقع في عافُور شَرٍّ وعاثُورِ شر. وقال الزجاج: الفوم الحنْطة، ويقال الحبوب، لا اختلاف بين أهل اللغة أن الفُوم الحِنطة، وسائرُ الحبوب التي تختبز يلحقها اسم الفُوم، قال: ومن قال الفُوم ههنا الثُّوم فإن هذا لا يعرف، ومحال أن يطلب القوم طعاماً لا بُرَّ فيه، وهو أصل الغذاء، وهذا يقطع هذا القول، وقال اللحياني: هو الثُّوم والفُوم للحنطة. قال أبو منصور: فإن قرأَها ابن مسعود بالثاء فمعناه الفوم وهو الحنطة. الجوهري: يقال هو الحنطة؛ وأَنشد الأَخفش لأبي مِحْجَن الثَّقَفي: قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُني كأَغْنى واحِدٍ نَزَلَ المَدِينةَ عن زِراعةِ فُومِ وقال أُميّة في جمع الفُوم: كانت لهم جَنّةٌ إذ ذاك ظاهِرةٌ، فيها الفَرادِيسُ والفُومانُ والبَصَلُ ويروى: الفَرارِيسُ؛ قال أبو الإصبع: الفَرارِيسُ البصل. وقال ابن دريد: الفُومة السُّنبلة، قال: والفامِيُّ السُّكري.
قال أبو منصور: ما أُراه عربيّاً محضاً. وقَطَّعُوا الشاة فُوماً فُوماً أي قِطَعاً قِطَعاً. والفَيُّوم: من أَرض مصر قتل بها مروان بن محمد آخر ملوك بني أُمية.
فيم: الفَيامُ والفِيامُ: الجماعة من الناس وغيرهم، قال: ولولا الفَيام لقلت إن الفِيام مخفف من الفِئام.
قأم: قَئِمَ من الشراب قَأَماً: ارْتوى؛ عن أبي حنيفة.
قتم: القُتْمة: سواد ليس بشديد، قَتَمَ يَقْتِم قَتامةً فهو قاتِمٌ وقَتِم قَتَماً وهو أَقتَمُ؛ أنشد سيبويه:
قثم: قَثَمَ الشيء يَقْثِمه قَثْماً واقتَثَمه: جَمَعه واجترفه. ويقال: قَثام أي اقْثِم، مطرد عند سيبويه وموقوف عند أبي العباس. ورجل قَثُومٌ: جَمّاع لعياله. والقُثَمُ والقَثوم: الجَموع للخير. ويقال في الشر أَيضاً: قَثَم واقْتَثَم. ويقال: إنه لقَثُوم للطعام وغيره؛ وأنشد: لأَصْبَحَ بَطْنُ مَكةَ مُقْشَعِرًّا، كأَنَّ الأَرضَ ليس بها هِشامُ يَظَلُّ كأَنه أَثناءَ سَرْطٍ، وفَوْقَ جِفانِه شَحْمٌ رُكامُ. فللكُبَراء أَكْلٌ حيثُ شاؤوا، وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ قال ابن بري: يعني هشام بن المغيرة، قال: والاقتِثام التَّزْلِيلُ. وقَثَم له من العطاء قَثْماً: أكثَر، وقيل: قَثَم له أعطاه دُفعة من المال جيِّدة مثل قَذَمَ وغَذَمَ وغَثَمَ. وقُثَم: اسم رجل مشتق منه، وهو معدول عن قاثِم وهو المُعطي. ويقال للرجل إذا كان كثير العَطاء: مائحٌ قُثَمُ؛ وقال: ماحَ البِلادَ لنا في أوَّلِيَّتِنا، على حَسودِ الأَعادِي، مائحٌ قُثم ورجل قُثَم وقُذَم إذا كان مِعطاء. وقَثَم مالاً إذا كَسبَه. وقُثامِ: اسم للغنيمة إذا كانت كثيرة. وقد اقْتَثَم مالاً كثيراً إذا أَخذه. وفي حديث المبعث: أَنت قُثَم، أَنت المُقَفَّى، أَنت الحاشر؛ هذه أَسماء النبي سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث: أَتاني ملَك فقال أَنت قُثَم وخَلْقُك قَيِّم؛ القُثَمُ: المجتمع الخلق، وقيل: الجامع الكامل، وقيل: الجَموع للخير، وبه سمي الرجل قُثَم، وقيل: قُثم معدول عن قاثم، وهو الكثير العطاء. ويقال للذِّيخ قُثُمُ، واسم فِعله القُثْمة، وقد قَثم يَقْثم قَثْماً وقُثْمة. والقَثم: لَطْخُ الجَعْر ونحوه. وقَثامِ: من أَسماء الضّبُع، سميت به لالتطاخها بالجعر؛ قال سيبويه: سميت به لأنها تَقْثِم أي تُقطِّع. وقُثَمُ: الذكَر من الضِّباع، وكلاهما معدول عن فاعل وفاعلة، والأُنثى قَثامِ مثل حَذامِ، سميت الضَّبُع بذلك لتلطخها بجَعْرها. والقُثْمة: الغُبرة. وقَثُم قَثْماً وقَثامة: اغْبَرّ. ويقال للأَمة: يا قَثامِ، كما يقال لها: يا ذَفارِ. قال ابن بري: سمي الذكر من الضِّبْعان قُثَم لبُطئه في مشيه، وكذلك الأُنثى. يقال: هو يَقْثُم في مشيه، ويقال: هو يَقْثِمُ أي يَكْسِب، ولذلك سمي أبا كاسب، وهذا هو الصحيح.
قحم: القَحْم: الكبير المُسنّ، وقيل: القَحْم فوق المسنّ مثل القَحْر؛ قال رؤبة: رأَينَ قَحْماً شابَ واقْلَحَمّا، طالَ عليه الدَّهْرُ فاسْلَهَمّا والأُنثى قَحْمة، وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء قَحْبٍ. والقَحومُ: كالقَحْم. والقَحْمة: المسنة من الغنم وغيرها كالقَحْبة، والاسم القَحامة والقُحومة، وهي من المصادر التي ليست لها أَفعال. قال أبو عمرو: القَحْم الكبير من الإبل ولو شبه به الرجل كان جائزاً؛ والقَحْرُ مثله. وقال أبو العميثل: القَحْمُ الذي قد أَقحَمَتْه السِّنُّ، تراه قد هَرِمَ من غير أوان الهَرَم؛ قال الراجز: إني، وإنْ قالوا كَبيرٌ قَحْمُ، عِندي حُداءٌ زَجَلٌ ونَهْمُ والنَّهْم: زَجر الإبل. الجوهري: شيخ قَحْمٌ أي هِمٌّ مثل قَحْل. وفي حديث ابن عُمر: ابْغِني خادماً لا يكون قَحْماً فانِياً ولا صغيراً ضَرَعاً؛ القَحْم: الشيخُ الهِمُّ الكبير. وقَحَمَ الرَّجُلُ في الأَمرِ يَقْحُم قُحوماً واقتَحَمَ وانْقَحَم، وهما أَفصح: رَمَى بنفسه فيه من غير رَوِيَّةٍ، وقيل: رَمى بنفسه في نهر أو وَهْدةٍ أو في أَمر من غير دُرْبةٍ، وقيل: إنما جاءت قَحَمَ في الشِّعر وحده. وفي الحديث: أَقْحِمْ يا ابن سيفِ الله. قال الأزهري: وفي الكلام العام اقْتَحَم. وتَقْحِيمُ النفْسِ في الشيء: إدخالها فيه من غير رَويَّة. وفي حديث عائشة: أَقبلت زَيْنبُ تَقَحَّمُ لها أي تَتَعرَّضُ لشتمها وتدخل عليها فيه كأنها أَقبلت تشتُمها من غير رويّة ولا تثَبُّت. وفي الحديث: أنا آخِذٌ بحُجَزِكم عن النار وأَنتم تقْتَحِمُون فيها أي تقَعُونَ فيها. يقال: اقْتَحَم الإنسانُ الأمرَ العظيم وتقَحَّمَه؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: مَنْ سَرَّه أن يتَقَحَّم جرَاثِيمَ جهنم فلْيَقْضِ في الجَدِّ أي يرمي بنفسه في مَعاظِم عذابها. وفي حديث ابن مسعود: مَنْ لَقِيَ الله لا يُشرك به شيئاً غَفر له المُقْحِماتِ أي الذنوبَ العِظامِ التي تُقْحِمُ أَصحابها في النار أي تُلقيهم فيها. وفي التنزيل: فلا اقْتَحَم العقبةَ؛ ثم فسر اقْتِحامَها فقال: فَكَّ رقَبةً أَو أَطْعَمَ، وقرئ: فَكُّ رقبةٍ أَو إطْعامٌ، ومعنى فلا اقتحمَ العقبة أي فلا هو اقتحم العقبة، والعرب إذا نفت بلا فِعْلاً كررتها كقوله: فلا صَدَّق ولا صَلَّى، ولم يكررها ههنا لأَنه أَضمر لها فعلاً دل عليه سياق الكلام كأَنه قال: فلا أَمن ولا اقْتَحَمَ العقبة، والدليل عليه قوله: ثم كان من الذين آمنوا. واقتحمَ النجمُ إذا غاب وسَقط؛ قال ابن أَحمر: أُراقِبُ النجمَ كأَني مُولَع، بحيْثُ يَجْْري النجمُ حتى يقْتَحِم أي يسقط؛ وقال جرير في التقدم: همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت قَرابِيسُها، وازدادَ مَوجاً لُبُودها والقُحَمُ: الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد. وللخصومة قُحَم أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: أَنه وكَّلَ عبدَالله بن جعفر بالخُصومة، وقال: إن للخُصومةِ قُحَماً، وهي الأُمور العظام الشاقة، واحدتها قُحْمةٌ، قال أَبو زيد الكلابي: القُحَم المَهالك؛ قال أَبو عبيد: وأَصله من التَّقَحُّم، ومنه قُحْمة الأَعْراب، وهو كله مذكور في هذا الفصل؛ وقال ذو الرمة يصف الإبل وشدة ما تلقى من السير حتى تُجْهِض أَولادها: يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها،
على قُحَمٍ، بينَ الفَلا والمَناهِل وقال شمر: كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي قُحَم؛ وأَنشد لرؤْبة: مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد قال: قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته؛ قال ساعدة بن جؤية: والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ، لا دواءَ له للمَرءِ كان صََحيحاً صائِبَ القُحَمِ يقول: إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ؛ قال: وقال ابن الأَعرابي في قوله: قومٌ إذا حارَبوا، في حَرْبِهم قُحَمُ قال: إقدام وجُرأَة وتقَحُّم، وقال في قوله: مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم جَراثِيمَ جهنم؛ قال شمر: التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة وشدّة بغير روية ولا تثبت؛ وقال العجاج: إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ يقول: صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه. وقُحَمُ الطريق: ما صَعُبَ منها. واقْتَحَم المنزل: هَجَمه. واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ: اهْتَجَمها من غير أَن يُرْسَلَ فيها. الأَزهري: المَقاحِيمُ من الإبل التي تَقْتَحِم فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها، والواحد مِقْحام؛ قال الأزهري: هذا من نعت الفُحول. والإقْحامُ: الإرْسال في عجلة. وبعير مُقْحَم: يذهب في المفازة من غير مُسِيم ولا سائق؛ قال ذو الرمة: أو مُقْحَم أَضْعفَ الإبْطانَ حادِجُه، بالأَمْسِ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ قال: شبَّه به جَناحَي الظليم. وأَعْرابي مُقْحَم: نشأَ في البَدْو والفَلوَات لم يُزايِلها. وقَحَم المنازل: طَواها؛ وقول عائذ بن منقذ العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي: تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ فسره فقال: تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً منزلاً يصف إبلاً؛ وقوله: مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه، وقوله ظَنونَ الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا. والقُحْمة: الانْقِحام في السير؛ قال: لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما، كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما والمُقْحَم، بفتح الحاء: البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها، ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو السَّيِّءِ الغذاء. الأَزهري: البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو مُقْحَم، قال: وذلك لا يكون إلاَّ لابن الهَرِمَين؛ وأَنشد ابن بري لعمرو بن لجإٍ: وكنتُ قد أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمي، كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط. وأُقْحِمَ البعير: قُدِّم إلى سن لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه، أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً، وقيل: المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل. وقُحْمة الأَعراب: أن تصيبهم السنة فتُهْلِكَهم، فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف. وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا؛ الأُولى عن ثعلب، وقُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب. وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر: أَدْخَلَتْهم إياه. وكلُّ ما أَدْخلتَه شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه؛ قال: في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها، ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ الجوهري: القُحْمة السنة الشديدة. يقال: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا أَصابهم قَحْط. وفي الحديث: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضََر. والقُحمة: ركوب الإثْم؛ عن ثعلب. والقُحمة، بالضم: المهلكة. وأَسودُ قاحِمٌ: شديد السواد كفاحم. والتَّقْحِيمُ: رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه؛ قال: يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبه ويقال: تقَحَّمَتْ بفلان دابته، وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به؛ قال الراجز: أَقولُ، والناقةُ بي تقَحَّمُ، وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ: ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها، يا عَلْكَمُ؟ يقال: إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها إذا سَمَّى أُمِّها وقفت. وعَلْكَم: اسم ناقة. وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَم، واقْتَحم النهر أَيضاً: دخَله. وفي حديث عمر: أَنه دخلَ عليه وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال: ما هذا الغلام؟ قال: إنه تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني. والقُحْمةُ: الوَرْطةُ والمَهْلكة. وقَحَمَ إليه يَقْحَم: دَنا. والقُحَمُ: ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى الشمس. واقْتَحمَتْه عيني: ازْدَرَتْه، قال: وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو جَذَعاً. وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تَقْتَحِمهُ عَين من قِصَر أي لا تتجاوَزُه إلى غيره احتقاراً له. وكل شيء ازْذَرَيْتَه فقد اقتحَمْتَه؛ أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العينُ ولا تَزْدَرِيه لقِصَرِه. وفلان مُقْحَمٌ أي ضعيف. وكلُّ شيء نُسِبَ إلى الضعف فهو مُقْحَم؛ ومنه قول النابغة الجَعْدي: عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ قال: وأَصل هذا وشبهه من المُقحم الذي يتحوَّل من سنّ إلى سنّ في سنة واحدة؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي: من الناسِ أَقْوامٌ، إذا صادَفوا الغِنى توَلَّوْا، وقالوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا فسره فقال: أَغْلَظُوا عليه وجَفَوه.
قحدم: القَحْدَمةُ والقَمَحْدُوةُ والقَحْدُوةُ: الهَنةُ الناشزة فوق القفا، وهي بين الذُّؤابة والقفا مُنحدة عن الهامة، إذا استلقى الرجل أَصابت الأَرض من رأْسه؛ قال: فإن يُقْبِلُوا نَطْعُنْ ثُغُورَ نُحورِهم، وإنْي يُدْبِرُوا نَضْرِبْ أَعالي القَماحِدِ. لأَزهري: أَبو عمرو تقَحْْدَمَ الرجلُ في أَمره تقَحْدُماً إذا تشدد، فهو مُتَقَحْدِمٌ؛ وقَحْدَم: اسم رجل مأْخوذ منه.
قحذم: تقَحْذَم الرجل: وقع مُنْصَرِعاً. وتقَحْذَم البيتَ: دخَله. والقَحْذَمةُ والتَّقَحْذُم: الهُوِيّ على الرأْس؛ قال: كَمْ مِن عدوّ زالَ أو تَدَحْلَما، كأَنَّه في هُوَّةٍ تقَحْذَما تَدَحْلَم إذا تَدَهْوَرَ في بئر أَو من جبَلٍ.
قحزم: قَحْزَمَ الرجلَ: صرَفَه عن الشيء.
قخم: القَيْخَمُ: الضِّخم العظيم؛ قال العجاج: وشَرَفاً ضَخْماً وعِزّاً قَيْخَما والقَيْخمان: كبير القَرية ورأْسُها؛ قال العجاج: أَو قَيْخَمانِ القَرْيةِ الكبير
أي يسقط؛ وقال جرير في التقدم: همُ الحامِلونَ الخَيلَ حتى تقَحَّمَت قَرابِيسُها، وازدادَ مَوجاً لُبُودها والقُحَمُ: الأُمور العِظام التي لا يَركبها كل أَحد. وللخصومة قُحَم أَي أَنها تَقْحَمُ بصاحبها على ما لا يريده. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: أَنه وكَّلَ عبدَالله بن جعفر بالخُصومة، وقال: إن للخُصومةِ قُحَماً، وهي الأُمور العظام الشاقة، واحدتها قُحْمةٌ، قال أَبو زيد الكلابي: القُحَم المَهالك؛ قال أَبو عبيد: وأَصله من التَّقَحُّم، ومنه قُحْمة الأَعْراب، وهو كله مذكور في هذا الفصل؛ وقال ذو الرمة يصف الإبل وشدة ما تلقى من السير حتى تُجْهِض أَولادها: يُطَرِّحْنَ بالأَوْلادِ أَو يَلْتَزمْنها، على قُحَمٍ، بينَ الفَلا والمَناهِل وقال شمر: كل شاقّ صَعْب من الأُمور المُعضِلة والحروب والديون فهي قُحَم؛ وأَنشد لرؤْبة: مِنْ قُحَمِ الدَّيْنِ وزُهْدِ الأَرْفاد قال: قُحَمُ الدين كثرته ومَشقَّته؛ قال ساعدة بن جؤية: والشَّيْبُ داءٌ نَحِيسٌ، لا دواءَ له للمَرءِ كان صََحيحاً صائِبَ القُحَمِ يقول: إذا تقَحَّمَ في أَمر لم يَطِش ولم يُخْطِئ؛ قال: وقال ابن الأَعرابي في قوله: قومٌ إذا حارَبوا، في حَرْبِهم قُحَمُ قال: إقدام وجُرأَة وتقَحُّم، وقال في قوله: مَن سرَّه أَن يتَقَحَّم جَراثِيمَ جهنم؛ قال شمر: التَّقحُّم التقدُّم والوُقوعُ في أُهْوِيّة وشدّة بغير روية ولا تثبت؛ وقال العجاج: إذا كُلِي واقْتُحِمَ المَكْلِيُّ يقول: صُرِعَ الذي أُصِيبت كُلْيَتُه. وقُحَمُ الطريق: ما صَعُبَ منها. واقْتَحَم المنزل: هَجَمه. واقْتَحم الفَحْلُ الشَّوْلَ: اهْتَجَمها من غير أَن يُرْسَلَ فيها. الأَزهري: المَقاحِيمُ من الإبل التي تَقْتَحِم فتَضْرب الشول من غير إرسال فيها، والواحد مِقْحام؛ قال الأزهري: هذا من نعت الفُحول. والإقْحامُ: الإرْسال في عجلة. وبعير مُقْحَم: يذهب في المفازة من غير مُسِيم ولا سائق؛ قال ذو الرمة: أو مُقْحَم أَضْعفَ الإبْطانَ حادِجُه، بالأَمْسِ، فاسْتَأْخَرَ العِدْلان والقتَبُ قال: شبَّه به جَناحَي الظليم. وأَعْرابي مُقْحَم: نشأَ في البَدْو والفَلوَات لم يُزايِلها. وقَحَم المنازل: طَواها؛ وقول عائذ بن منقذ العَنْبري أَنشده ابن الأَعرابي: تُقَحِّم الرَّاعي إذا الراعي أَكَبُّ فسره فقال: تُقَحِّمُ لا تَنزِل المَنازل ولكن تَطوي فتُقَحِّمُه منزلاً منزلاً يصف إبلاً؛ وقوله: مُقَحِّم الرَّاعي ظَنُونَ الشِّرْبِ يعني أَنه يقتحم منزلاً بعد منزل يَطْوِيه فلا ينزل فيه، وقوله ظَنونَ الشِّرب أي لا يدري أَبه ماء أم لا. والقُحْمة: الانْقِحام في السير؛ قال: لمَّا رأَيتُ العامَ عاماً أَسْحَما، كَلَّفْتُ نفْسي وصِحابي قُحَما والمُقْحَم، بفتح الحاء: البعير الذي يُرْبِعُ ويُثْني في سنة واحدة فيَقتحِم سناً على سن قبل وقتها، ولا يكون ذلك إلا لابن الهَرِمَيْن أَو السَّيِّءِ الغذاء. الأَزهري: البعير إذا أَلقَى سِنَّيْه في عام واحد فهو مُقْحَم، قال: وذلك لا يكون إلاَّ لابن الهَرِمَين؛ وأَنشد ابن بري لعمرو بن لجإٍ: وكنتُ قد أَعْدَدْتُ، قَبْلَ مَقْدَمي، كَبْداء فَوْهاء كجَوْزِ المُقْحَمِ وعنى بالكَبداء مَحالة عظيمة الوَسَط. وأُقْحِمَ البعير: قُدِّم إلى سن لم يبلغها كأَن يكون في جِرْم رَباعٍ وهو ثَنِيٌّ فيقال رَباعٌ لعِظَمِه، أَو يكون في جرم ثنيّ وهو جَذَعٌ فيقال ثني لذلك أَيضاً، وقيل: المُقْحَم الحِقُّ وفوق الحِقِّ مما لم يَبْزُل. وقُحْمة الأَعراب: أن تصيبهم السنة فتُهْلِكَهم، فذلك تقَحُّمها عليهم أو تقَحُّمُهم بلاد الريف. وقَحَمَتهم سنة جدبة تقْتحِم عليهم وقد أَقْحَموا وأُقْحِموا؛ الأُولى عن ثعلب، وقُحِّموا فانْقَحَمُوا: أُدْخِلوا بلاد الريف هرباً من الجدب. وأَقْحَمَتْهم السنةُ الحَضَرَ وفي الحَضر: أَدْخَلَتْهم إياه. وكلُّ ما أَدْخلتَه شيئاً فقد أَقْحَمْتَه إياه وأَقْحَمْتَه فيه؛ قال: في كلِّ حَمْدٍ أَفادَ الحَمْد يُقْحِمُها، ما يُشْتَرَى الحَمْدُ إلا دُونَه قُحَمُ الجوهري: القُحْمة السنة الشديدة. يقال: أَصابت الأَعرابَ القُحْمةُ إذا أَصابهم قَحْط. وفي الحديث: أَقحَمَتِ السنةُ نابِغةَ بني جَعْدة أي أَخرجَته من البادية وأَدخَلتْه الحضََر. والقُحمة: ركوب الإثْم؛ عن ثعلب. والقُحمة، بالضم: المهلكة. وأَسودُ قاحِمٌ: شديد السواد كفاحم. والتَّقْحِيمُ: رَميُ الفرسِ فارسَه على وجهه؛ قال: يُقَحِّمُ الفارِسَ لولا قَبْقَبه ويقال: تقَحَّمَتْ بفلان دابته، وذلك إذا ندَّت به فلم يَضْبِطْ رأْسَها وربما طَوَّحت به في وَهْدة أَو وَقَصَتْ به؛ قال الراجز: أَقولُ، والناقةُ بي تقَحَّمُ، وأَنا منها مُكْلَئِزُّ مُعْصِمُ: ويْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها، يا عَلْكَمُ؟ يقال: إن الناقة إذا تقَحَّمت براكبها نادَّةً لا يَضْبِطُ رأْسها إنها إذا سَمَّى أُمِّها وقفت. وعَلْكَم: اسم ناقة. وأَقْحَمَ فرسَه النهرَ فانْقَحَم، واقْتَحم النهر أَيضاً: دخَله. وفي حديث عمر: أَنه دخلَ عليه وعنده غُلَيِّمٌ أَسْودُ يَغْمِزُ ظَهرَه فقال: ما هذا الغلام؟ قال: إنه تقَحَّمَتْ بي الناقةُ الليلةَ أَي أَلَقَتْني. والقُحْمةُ: الوَرْطةُ والمَهْلكة. وقَحَمَ إليه يَقْحَم: دَنا. والقُحَمُ: ثلاث ليال من آخر الشهر لأَن القمر قحَمَ في دُنُوِّه إلى الشمس. واقْتَحمَتْه عيني: ازْدَرَتْه، قال: وقد يكون الذي تَقْحَمُه عينُك فترفعه فوق سنِّه لعِظَمه وحُسنه نحو أَن يكون ابن لَبُون فتظنه حِقّاً أو جَذَعاً. وفي حديث أُم معبد في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تَقْتَحِمهُ عَين من قِصَر أي لا تتجاوَزُه إلى غيره احتقاراً له. وكل شيء ازْذَرَيْتَه فقد اقتحَمْتَه؛ أَراد الواصفُ أَنه لا تَسْتَصْغِرُه العينُ ولا تَزْدَرِيه لقِصَرِه. وفلان مُقْحَمٌ أي ضعيف. وكلُّ شيء نُسِبَ إلى الضعف فهو مُقْحَم؛ ومنه قول النابغة الجَعْدي: عَلَوْنا وسُدنا سُودَداً غيرَ مُقْحَمِ قال: وأَصل هذا وشبهه من المُقحم الذي يتحوَّل من سنّ إلى سنّ في سنة واحدة؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي: من الناسِ أَقْوامٌ، إذا صادَفوا الغِنى توَلَّوْا، وقالوا للصَّديقِ وقَحَّمُوا فسره فقال: أَغْلَظُوا عليه وجَفَوه.
قذم: قَذِمَ من الماء قُذْمةً أَي جَرِعَ جُرْعة؛ قال أَبو النجم: يَقْذَمْنَ جَرْعاً يَقْصَعُ الغَلائِلا وقَذَمَ له من العطاء يَقْذِمُ قَذْماً: أَكثر مثل قَثَم وغَذَمَ وغَثَمَ إِذا أَكثر. ورجل قُذَمٌ، مثل قُثَمٍ، ومُنْقَذِم: كثير العطاء؛ حكاه ابن الأَعرابي. ورجل قِذَمٌّ، مثل خِضَمٍّ، إِذا كان سيِّداً يعطي الكثير من المال ويأْخذ الكثير. النضر: القِذَمُّ السيد الرغيب الخُلُق الواسع البلدة. والقُذُم والقُثُم: الأَسخِياءُ. والقَذِيمةُ: قِطعة من المال يعطيها الرجل، وجمعها قَذائم. والقِذَمُّ، على وزن الهِجَفِّ: الرجل الشديد، وقيل: الشديد السريع. وقد انقَذَم أَي أَسرع. وبئر قِذَمٌّ؛ عن كراع، وقُذامٌ وقَذُوم: كثيرة الماء؛ قال: قد صَبَّحَتْ قَلَيْذَماً قَذُوما وكذلك فرج المرأَة؛ قال ابن خالويه: القُذام هَنُ المرأَة؛ قال جرير: إِذا ما الفَعْلُ نادََمَهُنَّ يوماً، على الفِعِّيل، وانفَتَحَ القُذامُ ويروى: وافتخَّ القُذام. ويقال: القُذام الواسع. يقال: جَفْر قُذام أَي واسع الفم كثير الماء يَقْذِم بالماء أَي يدفعه. وقالوا: امرأَة قُذُم فوصفوا به الجملة؛ قال جرير: وأَنتُم بنو الخَوَّارِ يُعرفُ ضَربُكم، وأُمُّكُمُ فُجٌّ قُذامٌ وخَيْضَفُ ابن الأَعرابي: القُذُم الآبار الخُسُف، واحدها قَذوم.
قذحم: النضر: ذهبوا قِذَّحْرةً وقِذَّحْمةً، بالراء والميم، إِذا ذهبوا في كل وجه.
|