الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
واعلم أن اللّه تعالى ذكر في هذه السورة أولا عصيان بني إسرائيل وإفسادهم وتخريب بيت المقدس وتدميره وإياهم، وختمها كما سيأتي في استفزاز فرعون لهم وإرادته إهلاكهم، ونوه بالآيات التسع التي أظهرها لهم على يد موسى عليه السلام، وأنه دمّر فرعون وقومه وأورث ملكه وأرضه إلى موسى وقومه، وأن بني إسرائيل بعد ذلك كله استفزوا محمدا صلّى اللّه عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة وأرادوا إخراجه منها، وحينما كان في مكة أرادوا استفزاز قريش عليه، وقالوا لهم سلوه عن الروح وأهل الكهف وعن ذي القرنين كما سيأتي تفصيله في الآية 8 من سورة الكهف، وهذا من بعض تعنتات اليهود.وجاء ذكرهم في هذه السورة تعريضا بهم بأنهم إذا لم يؤمنوا بمحمد سينالهم ما نال فرعون، لأنهم أرادوا بالنبي محمد صلّى اللّه عليه وسلم ما أراد فرعون بموسى وأصحابه، وجاء هذا البحث هنا استطرادا بسبب ذكر التوراة وما فيها راجع الآية 166 من الأعراف المارة.قال تعالى: {أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ} اختصكم {بِالْبَنِينَ} واختارهم لكم {وَاتَّخَذَ} هو لنفسه جلت نفسه {مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثًا} مع أنهنّ أدنى حالا من الذكور {إِنَّكُمْ} أيها الكفرة المختارون لأنفسكم الأحسن {لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا} 40 في حق المتّصف بالكمال المنزه عن اتخاذ الولد، وتجرءون على هذا ولا تخشون عظمته بأن ينزل بكم أعظم العذاب.نزلت هذه الآية بالمشركين القائلين إن الملائكة بنات اللّه، تعالى اللّه عن ذلك، وإنما وصف اللّه قولهم هذا بالعظيم لأنه لا أعظم منه، إذ جعلوه جل جلاله من قبيل الأجسام السريعة الزوال المحتاجة إلى بقاء النوع بالتوالد، وهو ليس كمثله شيء، فهو الواحد القهار الباقي بذاته، وهذا القول لا يجترىء عليه ذو عقل بل هو خرق لقضايا العقول، وإثم كبير لا يقادر قدره، قال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنا} كررنا وبيّنا، والتصريف أصله صرف الشيء من جهة إلى أخرى، ولكنه استعمل في التّبيين والتكرير على طريق الكناية، لأن من يحاول بيان الشيء يصرف كلامه من نوع إلى آخر لكمال الإيضاح {فِي هذَا الْقُرْآنِ} العظيم من العبر والحكم والأخبار والقصص والأمثال والحجج والآيات والبراهين، {لِيَذَّكَّرُوا} به قومك يا أكمل الرسل فيتعظوا بزواجره ويخبتوا لأوامره لأن هذا التكرار يقتضي الإذعان والركون إلى ما فيه، ولكنهم تمادوا في كفرهم {وَما يَزِيدُهُمْ} ذلك التبيين {إِلَّا نُفُورًا} 41 من حقك الذي جئتهم به، وصدودا عن الإيمان الذي تأمرهم به، وجحودا للكتاب الذي أنزل إليهم، وتباعدا عنك وإعراضا، وما ذلك منهم إلا تعكيس في الحق وتماد في الباطل، وقرئ {ليذكروا} بالتخفيف هنا كما قرئ في مثلها في سورة الفرقان المارة الآية 57 من الذكر بمعنى التذكر ضدّ النسيان والغفلة، كما قرئ صرفنا بالتخفيف أيضا وهو مثل صرفنا بالتشديد، إلّا أنه لا يدل على التكثير: {قُلْ} يا أكمل الرسل لهؤلاء المشركين في إظهار بطلان ما تفوّهوا به {لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ} بالتاء خطابا لهم وبالياء على الغيبة وكلا القراءتين جائزة هنا لأنه إذا أمر أحد تبليغ الكلام المأمور به لغيره فالمبلغ له في حال تكلم الأمر غائب، ويصير مخاطبا عند التبليغ، فإذا لوحظ الأول كان حقه الغيبة، وإذا لوحظ الثاني كان حقه الخطاب {إِذًا} إذ لو كان مع اللّه آلهة أخرى تعالى اللّه عن ذلك {لَابْتَغَوْا} لطلبوا {إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} 42 طريقا لمغالبته وقهره ليزيلوا ملكه كما تفعل ملوك الأرض بعضها ببعض، ولكن ليس معه آلهة قطعا، كيف وهو رب العرش العظيم الإله الجليل الذي لا رب غيره، راجع الآية 33 من سورة الرحمن في ج 3.وهذه الآية تشير إلى برهان التمانع المذكور في قوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا} الآية 21 من سورة الأنبياء في ج 2 كما سيأتي تفصيله فيها إن شاء اللّه.وقال مجاهد وقتادة إن المعنى إذا لطلبوا الزلفى إليه والتقرب لحضرته بالطاعة لعلمهم بعلوّه سبحانه عليهم وعظمته ورفعته،وهذا كقوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الآية 57 الآتية وهو إشارة إلى قياس اقتراني تقديره لو كان كما زعمتم آلهة لتقربوا إليه تعالى، وكل من كان كذلك ليس إلها فهم ليسوا بآلهة.هذا، وعلى التفسير الأول المشار به إلى برهان التمانع تكون لو امتناعية وعلى الثاني شرطية، والقياس مركب من مقدمتين شرطية اتفاقية وحملية، والوجه الأول أولى في التفسير وأنسب بالمقام.
.مطلب تسبيح الأشياء وبعض معجزات الرسول صلّى اللّه عليه وسلم: قال تعالى: منزها نفسه المنزهة بنفسه {سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ} من نسبة آلهة معه أو أولاد وصاحبة وعلا {عُلُوًّا كَبِيرًا} 43 لا غاية وراءه، وذكر العلو بعد وصفه سبحانه بذي العرش في أعلى مراتب البلاغة، وهذا مبالغة في البراءة والبعد عمّا وصفوه به لأنه تعالى في قصى غايات الوجود وهو الوجوب الذاتي وما يقولونه في أدنى مراتب العدم وهو الامتناع الذاتي، كيف لا وهو الذي {تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} من الإنس والجن والملائكة والطير والوحش والحيتان والنّبات والجماد بدليل قوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْ ءٍ} ولا من ذرّة يطلق عليها اسم الشيء ويمتد عليها ظل الوجود فيهن إلا يسبح بحمده منهم بلسان قاله، ومنهم بلسان حاله، لأن كل شيء يدل بإمكانه وحدوثه دلالة واضحة على وجوب وجوده تعالى ووحدته وقدرته وتنزهه من لوازم الإمكان وتوابع الحدوث، كما يدل الأثر على مؤثره {وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ} أيها الناس وأنتم منهكون في الغي والضلال {تَسْبِيحَهُمْ} لأنكم لا يفهم بعضكم لغات بعض فكيف تفهمون لغات ما هو من غير جنسكم {إِنَّهُ} جلت عظمته {كانَ} ولم يزل بعدم معاجلتكم بالعقوبة عما يصدر منكم من القبائح {حَلِيمًا} لا يستفزّه الغضب فيمهل خلقه رحمة بهم ورأفة عليهم {غَفُورًا} 44 كثير المغفرة لعباده الرّاجين عفوه الراجعين إليه، ولولا هاتان الصفتان لأنزل بكم العذاب حالا واستأصلكم به.وليعلم أن عدم فقه تسبيح الحيوانات وغيرها ناشىء من عدم صقل القلوب من رين الذنوب، وقصور النظر فيما يدل على علام الغيوب، وإلا فقد وردت أحاديث وأخبار لا تقبل التأويل بتسبيح الحصى في كفه صلّى اللّه عليه وسلم، روى مسلم عن جابر بن سمرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: «إن بمكة حجرا كان يسلّم علي ليالي بعثت، وإني لأعرفه الآن».وروى البخاري عن ابن عمر قال كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحوّل إليه فحنّ الجذع فمسح عليه بيده.وأخرج أبو الشيخ عن أنس قال «أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بطعام ثريد فقال إن هذا الطعام يسبّح فقالوا يا رسول اللّه وتفقه تسبيحه؟ قال نعم، ثم قال لرجل أدن هذه القصعة من هذا الرجل، فأدناها، فقال نعم يا رسول اللّه هذا الطعام يسبّح، فقال أدنها من آخر، فأدناها منه فقال يا رسول اللّه هذا الطعام يسبّح، ثم ردّها، فقال رجل يا رسول اللّه لو أمرّت على القوم جميعا، فقال لا لأنها لو سكتت عند رجل لقالوا من ذنب، ردّها، فردّها».وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا أصحاب محمد نعدّ الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ليس معنا ماء فقال اطلبوا ممن معه فضل ماء، فأني بماء فوضعه في إناء ثم وضع يده فيه، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، ثم قال: «حي على الطهور المبارك والبركة من اللّه تعالى فشربنا منه».قال عبد اللّه كنا نسمع صوت الماء وتسبيحه وهو يشرب.وهذا ليس من خصائصه صلّى اللّه عليه وسلم لأن جل الأنبياء تكلم لهم الحجر، ونبع لهم الماء، وتكلمت لهم الحيوانات والموتى، ووقفت لهم الشمس وكثر لهم القليل من الطعام والشراب، وقلل لهم الكثير من الأعداء، ومن وقف على معجزاتهم وكان موقنا آمن وصدق بهم وبما يقع لأولياء اللّه من الكرامات الشبيهة بالمعجزات ومن لا فلا، لأنه ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة وعلى قلبه رينا وصدأ حتى لا يسمع ولا يبصر ولا يعي، فلا يؤمن.أخرج أحمد وابن مردويه عن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال: «إن نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنيه آمر كما بسبحان اللّه وبحمده فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء».وأخرج أحمد عن معاذ ابن أنس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم: «اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا للّه تعالى منه».وأخرج النسائي وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عمر قال: نهى النبي صلّى اللّه عليه وسلم عن قتل الضفدع وقال: «نقيقها تسبيح».وأخرج ابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أنس بن مالك قال: ظنّ داود عليه السلام في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه بما مدحه، وان ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جانبه، فقال يا داود افهم إلى ما تصوّت به الضفدع، فأنصت داود فإذا الضفدع تمدحه بمدحة لم يمدحه بها أحد، فقال له الملك كيف ترى يا داود أفهمت ما قالت؟ قال نعم، قال ماذا قالت؟ قال قالت سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب، قال داود لا والذي جعلني نبيه إني لم أمدحه بهذا.وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ عن شهر بن حوشب من حديث طويل أن داود عليه السلام أتى البحر في ساعة فصلى فنادته ضفدعة يا داود إنك حدّثت نفسك أنك سبحت اللّه في ساعة ليس يذكر اللّه تعالى فيها غيرك وإني من سبعين ألف ضفدع كلها قائمة على رجل تسبح اللّه تعالى وتقدسه.وأخرج الخطيب عن أبي حمزة قال كنا عند علي بن الحسين رضي اللّه عنهما، فمرّ بنا عصافير يصحن، فقال أتدرون ما تقول هذه العصافير؟ قلنا لا، قال أما اني ما أقول إنا نعلم الغيب، ولكن سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه يقول سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «إن الطير إذا أصبحت سبحت ربها وسألته قوت يومها، وإن هذه تسبح ربها وتسأله قوت يومها».وأخرج بن راهويه في مسنده من طريق الزهري قال: أتى أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه بغراب وافر الجناحين، فقال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «ما صيد صيد ولا عضدت ولا قطعت وشيجة إلّا بقلة التسبيح عضاة» وأخرج أبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن أبي هريرة وأبو الشيخ عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «ما صيد من صيد ولا وشج من وشيج إلا بتضييعه التسبيح» الوشيج شجر الرماح وعرق كل شجرة، والعضاة الشجر العظيم أو الخمط أو كل ذات شوك أو ما عظم وطال من الأشجار، وعضده بمعنى قطعه، والعضد والعضيد الطريقه من النخل جمعه عضدان كغرابان وأخرج أبو الشيخ عن الحسن لولا ما غم عليكم من تسبيح ما معكم في البيوت ما تضاررتم.وأخرج ابن أبي حاتم عن لوط بن أبي لوط قال بلغني أن تسبيح سماء الدنيا سبحان ربي الأعلى، والثانية سبحانه وتعالى، والثالثة سبحانه وبحمده، والرابعة سبحانه لا حول ولا قوة إلا به، والخامسة سبحان محيي الموتى وهو على كل شيء قدير، والسادسة سبحان الملك القدوس، والسابعة سبحان الذي ملأ السموات السبع والأرضين السبع عزّة ووقارا، وأمثال هذا كثير لا يحصى عدا ولا يستقصى حدا، وكلها متعاضدة في الدلالة على أن التسبيح قاليّ بلسان العقلاء، حالىّ بلسان غيرهم، وهو جائز شرعا لأنه من قبيل خرق العادة، حتى أن العارفين قالوا إن السالك عند وصوله إلى بعض المقامات المعلومة عندهم يسمع تسبيح الأشياء بلغات شتى، وقال الشيخ الأكبر قدس سره: إن المسمى بالجماد والنبات له عندنا أرواح بطنت أي خفيت عن إدراك غير الكشف إياها في العادة فالكل عندنا حي ناطق، غير أن هذا المزاج الخاص يسمى إنسانا لا غير بالصورة، ووقع التفاضل بين الخلائق بالمزاج، والكل يسبّح اللّه تعالى كما نطقت به هذه الآية، ولا يسبح إلا حي عاقل عالم عارف بمسبّحه.هذا وقد جاء في الحديث أن المؤذن يشهد له مدى صوته من رطب ويابس.والشهادة لا تكون إلا بالنطق وهو مختلف كل بحسبه كما علمت، وإن الشرائع والنبوات مشحونة بما هو من هذا القبيل، ونحن زدا مع الإيمان بالأخبار الكشف، إلى آخر ما قاله.ومما يؤيد هذا ما روي أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال في دعائه للحمى: «يا أم ملدم إن كنت آمنت باللّه تعالى فلا تأكلي اللحم ولا تشربي الدم ولا تقدري في الفم وانتقلي إلى من يزعّم أن مع اللّه آلهة أخرى، فإني أشهد أن لا إله الا اللّه وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله».وجاء عن السجاد رضي اللّه عنه في الصحيفة في مخاطبة القمر ما هو ظاهر بأن له شعورا، واستفاض عن سيدنا عمر رضي اللّه عنه أنه كتب إلى النيل كتابا يخاطبه فيه حينما كتب له عمرو بن العاص بأن أهل مصر جرت عادتهم أن يطرحوا في النيل بنتا يزينونها كالعروس في كل سنة كي يفيض، وأنه أوقف هذه العادة لورود الجواب منه فكتب له أن يمنعهم من هذه العادة السيئة وأرسل ورقة مكتوب فيها، أيها النيل إن كنت تفيض بأمر اللّه فافعل، وإلا فلا حاجة لنا فيك أو فيما معناه هذا وانه منذ طرحها فيه فاض وخلص أهل مصر من تلك العادة القبيحة ببركة كتاب عمر، وأنه ضرب الأرض بالدرة حين تزلزلت وقال لها إني أعدل عليك، فسكنت، وأن نارا كانت تخرج من ضواحي المدينة فأرسل إليها فلم تخرج، وأن الريح أوصل كلامه إلى القادسية حتى سمعه عامله، وهو قوله على المنبر: يا سارية الجبل فلما سمع عرف أنه كلام عمر، فصعد الجبل فرأى العدو من ورائه فوقفه اللّه تعالى عليه بما يدل على أن اللّه تعالى سخّر له العناصر الأربعة، فكيف برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم؟ ولهذا البحث صلة في تفسير الآية 80 من النساء في ج 3، وقدمنا بعض ما يتعلق فيه في الآية 15 من سورة النمل المارة، وذكرنا أن ما من معجزة لنبي إلّا ومثلها لحضرة الرسول صلّى اللّه عليه وسلم فقد جمع عامة فضائلهم، فلا تستكثر أيها القاري على حضرته فهم تسبيح الجماد وغيره، فهو عظيم عند ربه فرق كل البشر وأحسنه:
|