الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فصل في معاني السورة كاملة: .قال المراغي: سورة سبأ:الحمد: هو الثناء على اللّه بما هو أهله، والحكيم: الذي أحكم أمر الدارين ودبره بحسب ما تقتضيه الحكمة، والخيبر: هو الذي يعلم بواطن الأمور وخوافيها، يلج في الأرض: أي يدخل فيها، ويعرج: أي يصعد.{لا يعزب عنه} أي لا يفوته علمه، مثقال ذرة: أي مقدار أصغر نملة، والكتاب المبين: اللوح المحفوظ، رزق كريم: أي حسن لا تعب فيه ولا منّ عليه، معاجزين: أي مسابقين يظنون أنهم يفوتوننا فلا نقدر عليهم، رجز: أي عذاب شديد، العزيز: أي الذي يغلب ولا يغلب، الحميد: أي المحمود في جميع شئونه، وصراطه: هو التوحيد والتقوى.تمزيق الشيء: تقطيع أوصاله وجعله قطعا قطعا، يقال ثوب مزيق وممزوق ومتمزّق وممزّق، ومنه قوله:والافتراء: اختلاق الكذب، والجنة: الجنون وزوال العقل، كسفا: قطعا واحدها كسفة، منيب: أي راجع إلى ربه مطيع له.فضلا: أي نعمة وإحسانا، أوّبى معه: أي رجّعى معه التسبيح وردّديه، وألنا له الحديد: أي جعلناه في يده كالشمع والعجين يصرّفه كما يشاء من غير نار ولا طرق، وسابغات من السبوغ وهو التمام والكمال: أي دروعا كاملات، قدّر: أي اقتصد، والسرد: النسج: أي اجعل النسج على قدر الحاجة.غدوّها شهر: أي جريانها بالغداة مسيرة شهر، ورواحها شهر: أي وجريانها بالعشي مسيرة شهر، وأسلنا: أي أذبنا، والقطر: النحاس المذاب، ومن يزغ منهم عن أمرنا: ومن يعدل عن طاعة سليمان، عذاب السعير: أي العذاب الشديد في الدنيا، والمحاريب واحدها محراب: وهو كل موضع مرتفع قال الشاعر: والتماثيل: الصور، والجفان واحدها جفنة: وهى القصعة، والجوابى واحدها جابية وهى الحوض الكبير، وقدور: واحدها قدر، وراسيات: أي ثابتات على أثافيها لا تتحرك ولا تنزل عن أماكنها لعظمها، الشكور: الباذل وسعه في الشكر قد شغل قلبه ولسانه وجوارحه به اعترافا واعتقادا وعملا.قضينا عليه: أي حكمنا عليه، دابة الأرض: هي الأرضة بفتحات التي تأكل الخشب ونحوها، والمنسأة: العصا من نسأت البعير إذا طردته، قال الشاعر: لأنها يطرد بها، وخر: سقط، وما لبثوا: أي ما أقاموا، في العذاب المهين: أي الأعمال الشاقة التي كلّفوا بها.سبأ: هو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: والمراد به هنا القبيلة، والمسكن موضع السكنى وهو مأرب كمنزل من بلاد اليمن بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام، آية: أي علامة دالة على وجود اللّه ووحدانيته وقدرته على إيجاد الغرائب والعجائب، جنتان: أي بستانان، فأعرضوا: أي انصرفوا عن شكر هذه النعم، والعرم: واحدها عرمة وهى الحجارة المركومة كخزان أسوان في وادي النيل لحجز المياه جنوبى النيل، وكانت له ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض، والمطر يجتمع أمام ذلك السد، فيسقون من الباب الأعلى ثم الذي يليه ثم من الأسفل، والأكل: الثمر، والخمط: كل شجرة مرة ذات شوك، والأثل. الطرفاء، وهو المعروف في مصر بالأثل والسدر: شجر النبق.القرى التي بارك فيها: هي قرى الشام، قرى ظاهرة: أي مرتفعة على الآكام وهى أصح القرى، وقدرنا فيها السير: أي كانت القرى على مقادير للراحل، فمن سار من قرية صباحا وصل إلى أخرى حين الظهيرة، ومن سار من بعد الظهر وصل إلى أخرى حين الغروب، فلا يحتاج إلى حمل زاد ولا مبيت في أرض خالية ولا يخاف من عدو ولا سبع، آمنين: أي من كل ما تكرهون، وظلموا أنفسهم لأنهم بطروا النعمة، والأحاديث: واحدها أحدوثة وهى ما يتحدث به على سبيل التلهي والاستغراب، ومزقناهم كل ممزق: أي وفرقناهم كل تفريق، الصبّار: كثير الصبر عن الشهوات ودواعى الهوى وعلى مشاق الطاعات. والشكور: أي كثير الشكران على النعم.{صدق عليهم إبليس ظنه} أي وجد ظنه فيهم صادقا، لانهما كهم في الشهوات واستفراغ الجهد في اللذات، سلطان: أي تسلط واستغواء بالوسوسة، حفيظ: أي وكيل قائم على شئون خلقه.ادعوا: أي نادوا، زعمتم: أي زعمتموهم آلهة، من شرك: أي شركة، والظهير: المعين، والتفزيع: إزالة الفزع، وهو انقباض ونفار يعترى الإنسان من الشيء المخيف.أجرمنا: أي وقعنا في الجرم، وهو الذنب، ويفتح: أي يحكم، والفتاح: الحاكم أرونى الذين ألحقتم به شركاء: أي أعلمونى بالدليل وجه الشركة، كلا: كلمة للزجر عن كلام أو فعل صدر من المخاطب.الفزع: انقباض ونفار من الأمر المهول المخيف، التناوش: التناول السهل لشىء قريب يقال للرجل إذا تناول رجلا ليأخذ برأسه ولحيته، ناشه ينوشه نوشا، وأنشدوا لغيلان بن حريث في وصف الإبل: يريد أنها عالية الأجسام طويلة الأعناق، يقذفون بالغيب: أي يرجمون بالظنون التي لا علم لهم بها، والعرب تقول لكل من تكلم بما لا يستيقنه: هو يقذف بالغيب.بأشياعهم: أي أشباههم ونظرائهم في الكفر جمع شيع، وشيع جمع شيعة وشيعة الرجل: أتباعه وأنصاره، وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأى بعض فهم شيع، مريب: أي موقع في الريبة والظّنة، يقال أراب الرجل: أي صار ذا ريبة فهو مريب. اهـ. باختصار. .قال أبو جعفر النحاس: سورة سبأ:وهي مكية.1- من ذلك قوله جل وعز {الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة} آية 1 وهو قوله جل وعز {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين} ثم قال تعالى {وهو الحكيم الخبير} آية 1 روى معمر عن قتادة قال حكيم في أمره خبير بخلقه.2- ثم قال جل وعز {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها} آية 2 أي ما يدخل فيها من قطر وغيره وما يخرج منها من نبات وغيره وما ينزل من السماء وما يعرج فيها من عرج يعرج إذا صعد.3- وقوله جل وعز {وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب} آية 3 أي بلى وربي عالم الغيب لتأتينكم.4- ثم قال جل وعز {لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} آية 3 روى أبو يحيى عن مجاهد عن ابن عباس لا يعزب لا يغيب.وقرأ يحيى بن وثاب {لا يعزب } وهي لغة معروفة يقال عزب يعزب ويعزب إذا بعد وغاب.5- وقوله جل وعز {والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم} آية 5 قال قتادة ظنوا أنهم يعجزون الله جل وعز ولن يعجزوه قال أبو جعفر يقال عاجزة وأعجزه إذا غالبه وسبقه ومن قرأ {معجزين } أراد مثبطين المؤمنين كذا قاله ابن الزبير.6- وقال قتادة في قوله جل وعز {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق} آية 7 أي إذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاما ورفاتا إنكم لفي خلق جديد أي ستحيون وتبعثون.7- ثم أعلمهم أن الذي خلق السموات والأرض يقدر على ذلك وعلى أن يعجل لهم العقوبة فقال {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم ومن خلفهم ومن السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء} آية 9 أي قطعة إن في ذلك لآية لكل عبد منيب آية 9 قال قتادة أي تائب.8- وقوله جل وعز {ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه} آية 10 يا جبال أوبي معه أي قلنا قال سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك وأبو ميسرة أوبي أي سبحي وقرأ الحسن وابن أبي إسحق {أولي معه } والمعروف في اللغة أنه يقال آب يئوب إذا رجع وعاد فيكون معنى أوبي أي عودي معه في التسبيح وأوبي في كلام العرب على معنيين:أحدهما: على التكثير من أوبي فيكون معنى أوبي على هذا رجعي معه في التسبيح.الثاني: ويقال أوب إذا سار نهارا فيكون معنى أوبي على هذا سيري معه.9- وقوله جل وعز {وألنا له الحديد} آية 10 قال قتادة ألان الله جل وعز له الحديد فكان يعمله بغير نار.وقال الأعمش ألين له الحديد حتى صار مثل الخيوط.10- ثم قال جل وعز {أن اعمل سابغات وقدر في السرد} آية 11 قال قتادة أي دروعا سابغات قال أبو جعفر يقال سبغ الثوب والدرع وغيرهما إذا غطى كل ما هو عليه وفضل منه ثم قال وقدر في السرد آية 11 قال قتادة السرد المسمار الذي في حلق الدرع قال أبو جعفر وقال ابن زيد السرد الحلق والسرد في اللغة كل ما عمل متسقا متتابعا يقرب بعضه من بعض ومنه سرد الكلام قال سيبويه ومنه رجل سرندي أي جرئ قال لأنه يمضي قدما قال أبو جعفر ومنه قيل للذي يصنع الدروع زراد وسراد؛ فالمعنى وهو قول مجاهد وقدر المسامير في حلق الدرع حتى تكون بمقدار لا يغلظ المسمار وتضيق الحلقة فتفصم الحلقة ولا توسع الحلقة وتصغر المسمار وتدقه فتسلس الحلقة.11- وقوله جل وعز {وأسلنا له عين القطر} آية 12 قال قتادة أسال الله جل وعز له عينا من نحاس أي حتى سالت وظهرت فكان يستعملها فيما يريد قال الأعمش سيلت له كما يسيل الماء وقيل لم يذب النحاس لأحد قبله.12- وقوله جل وعز {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} آية 13 روى أبو هلال عن قتادة قال محاريب مساجد، وكذلك قال الضحاك قال مجاهد المحاريب دون القصور والمحاريب في اللغة كل موضع مشرف أو شريف ثم قال جل وعز {وتماثيل} قال الضحاك أي صورا قال مجاهد تماثيل أي من نحاس.13- ثم قال جل وعز {وجفان كالجواب وقدور راسيات} قال مجاهد الجوابي حياض الإبل قال أبو جعفر الجابية في اللغة الحوض الذي يجبى فيه الشيء أي يجمع ومنه قول الأعشى:ويروي كجابية الشيح قال مجاهد راسيات أي عظام وقال سعيد بن جبير راسيات تفرغ إفراغا ولا تحمل وقال قتادة راسيات أي ثابتات.14- ثم قال جل وعز {اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور} قال عطاء بن يسار صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما المنبر فتلا {اعملوا آل داود شكرا} فقال «ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود والعدل في الغضب والرضى والقصد في الفقر والغنى وخشية الله جل وعز في السر والعلانية» قال مجاهد لما قال الله جل وعز {اعملوا آل داود شكرا} قال داود لسليمان صلى الله عليهما إن الله جل وعز قد ذكر الشكر فاكفني صلاة النهار أكفك صلاة الليل قال لا أقدر قال فاكفني قال الفاريابي أراه قال إلى صلاة الظهر قال نعم فكفاه.وقال الزهري اعملوا {آل داود شكرا} أي قولوا الحمد لله وروي عن عبد الله بن عباس قال شكرا على ما أنعم به عليكم.15- وقوله جل وعز {فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته} آية 14 قال عبد الله بن مسعود أقام حولا حتى أكلت الأرضة عصاه فسقط فعلم أنه قد مات وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس المنسأة العصا.قال أبو جعفر قيل للعصا منسأة لأنه يؤخر بها الشيء ويساق بها قال طرفة أمون كألواح الإران نسأتها على لاحب كأنه ظهر برجد.
|